تتصاعد المخاوف من تباطؤ الأسواق وسط ديون مرتفعة حيث تتزايد عمليات الاستحواذ الممولة بالديون وتظهر علامات على تعثر المقترضين ذوي الجدارة الائتمانية المنخفضة بينما تتواصل التقييمات المرتفعة في الأسواق المالية مما قد يؤدي إلى قلق المستثمرين من تراجع محتمل في السندات والأسهم في الأشهر المقبلة ومع وجود تاريخ يشير إلى أزمات سابقة مثل أزمة عام 2007، يتساءل الجميع عما إذا كانت الأسواق ستشهد خسائر واسعة في ظل الظروف الحالية التي تشمل ارتفاع ديون الشركات وتركز المخاطر في الائتمان الخاص مما يزيد من أهمية متابعة التطورات في هذا السياق الاقتصادي المتقلب.

تصاعد عمليات الاستحواذ الضخمة وتأثيرها على السوق

تتزايد عمليات الاستحواذ الضخمة الممولة بالديون، مما يؤدي إلى تراكم الديون مرتفعة المخاطر بشكل ملحوظ، في حين تظهر إشارات مبكرة على تعثر المقترضين ذوي الجدارة الائتمانية المنخفضة، قد لا نكون أمام تكرار كامل لما حدث في عام 2007، لكن التاريخ يبدو وكأنه يعيد نفسه جزئياً، فعندما كانت هناك صفقة استحواذ بقيمة 44 مليار دولار لشركة "تي يو إكس" (TXU)، نرى الآن صفقة محتملة لشركة "إلكترونيك آرتس" (Electronic Arts) بقيمة 50 مليار دولار، كانت المشكلة في السابق تتعلق بسندات الرهن العقاري ذات الجدارة الائتمانية الضعيفة، أما اليوم فالمخاطر تتركز في الائتمان الخاص وأنواع أخرى من الديون، بينما كان المستهلكون في ذلك الوقت يتخلفون عن سداد الرهون العقارية، نرى الآن تأخيرات في سداد قروض السيارات.

الفروقات بين الوضع الحالي وعام 2007

هناك اختلافات رئيسية بين الوضع الحالي وعام 2007، حيث تخضع البنوك اليوم لرقابة أكبر ولديها مصدات رأسمالية أكبر، كما أن المقترضين الأفراد لم يقترضوا بشكل كبير هذه المرة، تعتمد شركات الاستحواذ الممولة بالديون على نسب أعلى من حقوق الملكية في صفقاتها، ومع ذلك، يبقى من غير الواضح ما إذا كانت الأسواق المالية ستشهد خسائر واسعة النطاق من الائتمان الخاص، حتى وإن لم نشهد نسخة جديدة من الأزمة المالية العالمية، قد يواجه المستثمرون فترة صعبة في الأشهر المقبلة مع استيعاب الأسواق المالية المبالغ في تقييمها لمرحلة تباطؤ دوري.

المخاطر المحتملة وتوقعات السوق

السندات والأسهم التي حققت مكاسب في الأشهر الماضية قد تشهد تراجعاً، حيث بلغت علاوات المخاطر على سندات الشركات الأميركية عالية التصنيف أدنى مستوياتها في 27 عاماً، ولا تزال قريبة من تلك المستويات، وأشار بيل زوكس، مدير محفظة في "برانديواين غلوبال إنفستمنت مانجمنت"، إلى أن "مع هذه التقييمات المرتفعة، لا يتطلب الأمر الكثير لعودة بعض الخوف إلى السوق"، لكنه أضاف أنه مع خفض الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة الآن، "لا تزال أصداء الأزمة المالية خافتة"، مما يثير تساؤلات حول المستقبل ويجعلنا نراقب تطورات السوق عن كثب.