في ذكراها الثانية عشرة، تبرز قصة حب كوثر العسال ومحمد وفيق كواحدة من أجمل قصص الحب في تاريخ الفن المصري، فقد بدأت هذه القصة منذ الطفولة عندما كان محمد وفيق يحمل مشاعر الحب تجاه كوثر، ولكن لم يصرح بها إلا بعد وفاة زوجها الأول عبد المنعم إبراهيم، ليبدأ فصل جديد من حياتهما مع زواج استمر لعشرين عامًا، حيث عاشا معًا لحظات مليئة بالحب والاحترام، ورغم الصعوبات التي واجهتها كوثر في صراعها مع المرض، إلا أن محمد وفيق كان دائمًا بجانبها، مما جعل علاقتهما نموذجًا للوفاء والإخلاص، ورغم رحيلها، تبقى ذكراها حاضرة في قلوب محبيها، وتظل قصة حبهما ملهمة للكثيرين، حيث تجسد الحب الحقيقي الذي لا يموت.

يصادف اليوم الأحد 29 سبتمبر، الذكرى الثانية عشرة لرحيل الفنانة الراحلة كوثر العسال، التي غادرت عالمنا عام 2013 عن عمر يناهز 74 عامًا، بعد صراع طويل مع المرض، تاركة وراءها إرثًا فنيًا مميزًا سيظل حاضرًا في ذاكرة جمهورها ومحبيها، حيث تميزت بأعمالها التي أثرت في الساحة الفنية المصرية.

مشوار فني حافل

بدأت كوثر العسال مشوارها الفني في أوائل ستينيات القرن الماضي من خلال فيلم “امرأة في دوامة”، لتقدم بعده ما يقرب من 60 عملًا متنوعًا بين السينما والدراما والمسرح، ومن أبرز أعمالها السينمائية: “فيلم أنف وثلاث عيون”، “فيلم نحن لا نزرع الشوك”، “فيلم شفاه غليظة”، “فيلم العقل والمال”، و”فيلم صباح الخير يا زوجتي العزيزة”، أما في الدراما، فقد كان دورها الأبرز شخصية “درية” في المسلسل الشهير “لن أعيش في جلباب أبي” أمام الفنان نور الشريف والفنانة عبلة كامل، وهو العمل الذي ارتبط به الجمهور وظل علامة فارقة في مسيرتها الفنية، مما جعلها واحدة من أبرز الفنانات في تاريخ الدراما المصرية.

حياتها الخاصة وزيجاتها

تزوجت كوثر العسال مرتين، الأولى من الفنان الكوميدي عبد المنعم إبراهيم، وظلت معه قرابة 20 عامًا حتى وفاته، أما زواجها الثاني فكان من ابن خالتها الفنان محمد وفيق، الذي أحبها منذ طفولته، إلا أنه لم يصرح لها بمشاعره في البداية، وبعد رحيل عبد المنعم إبراهيم، اعترف وفيق بحبه لها، ليتزوجا ويعيشان قصة حب امتدت حتى وفاتها، حيث كانت علاقتهما مثالًا للوفاء والإخلاص في عالم الفن.

صراع مع المرض ورحيل مؤثر

عانت الفنانة الراحلة كوثر العسال لسنوات من سرطان الطحال، وظلت تكافح المرض إلى أن تدهورت حالتها الصحية في أيامها الأخيرة، لترحل عن عالمنا في 29 سبتمبر 2013، بعد أن تركت أثرًا عميقًا في قلوب محبيها، حيث عاش زوجها محمد وفيق حالة من الحزن والاكتئاب الشديد بعد وفاتها، دفعته للتبرع بمجوهراتها لصالح مستشفى سرطان الأطفال، كما وهب منزلهما بما يحتويه من أثاث إلى شاب مقبل على الزواج، وأوصى أن يُدفن إلى جوارها، تقديرًا لعلاقتهما الخاصة التي وصفها في أحد اللقاءات قائلاً: “أنا وكوثر مالناش غير بعض، إحنا ماليين حياتنا ببعض”.

إرث فني وإنساني

رحلت كوثر العسال عن دنيانا، لكنها تركت إرثًا فنيًا غنيًا وأدوارًا ستظل محفورة في ذاكرة الدراما المصرية، كما تركت سيرة إنسانية طيبة عبر قصتها مع زوجها محمد وفيق، الذي ظل وفيًا لها حتى بعد رحيلها، مما يجعل من ذكراها رمزًا للفن والإنسانية في عالمنا.