تشهد الأوضاع في المنطقة توترات متزايدة مع تحذيرات الاستخبارات الإسرائيلية من تهديدات جديدة قادمة من اليمن حيث تراقب إسرائيل عن كثب ما يُعرف بـ “طوفان القدس” الذي يشير إلى خطة حوثية محتملة لتدريب مقاتلين على تنفيذ عمليات مشابهة للهجوم الذي وقع في 7 أكتوبر 2023 حيث تشير التقارير إلى أن الحوثيين قد تمكنوا من تطوير قدرات عسكرية متقدمة تشمل صواريخ بعيدة المدى وطائرات مسيرة انتحارية مما يزيد من قلق إسرائيل ويرجح أن أي هجوم قد يتم عبر الأردن أو سوريا بدلاً من اليمن مما يستدعي تكثيف الجهود الاستخباراتية لمواجهة هذا التهديد المتصاعد الذي قد يتجاوز كل ما تم التخطيط له سابقاً.

تصاعد التوترات: تهديد الحوثيين في اليمن

مع تفاقم الأوضاع الميدانية في غزة، وارتفاع خسائر جيش الاحتلال الإسرائيلي في صراعه مع فصائل المقاومة الفلسطينية، بدأت الاستخبارات الإسرائيلية تحذّر من تهديد جديد يلوح في الأفق، هذا التهديد يتمثل في جماعة أنصار الله "الحوثيين" في اليمن، الذين حققوا تقدمًا ملحوظًا في تسليحهم خلال الأشهر الأخيرة، حيث أصبحوا قادرين على تطوير صواريخ بعيدة المدى وطائرات مسيرة انتحارية، مما دفع إسرائيل إلى تكثيف هجماتها على مواقعهم.

القصف المتبادل وتطور القدرات العسكرية

بحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت"، نفذت القوات الجوية الإسرائيلية سلسلة من الغارات على العاصمة اليمنية صنعاء، استهدفت خلالها مواقع قيادة ومخازن أسلحة للحوثيين، وذلك ردًا على الهجوم الذي تعرضت له مدينة إيلات الجنوبية بواسطة طائرة مسيرة، والذي أسفر عن إصابة أكثر من 20 إسرائيليًا، وقد أشار المسؤولون العسكريون إلى أن الحوثيين لا يكتفون بإطلاق الصواريخ، بل يعملون على بناء قدرات إنتاج وتخزين مرنة، مما يعكس نموذجًا إيرانيًا يعتمد على صناعة الأسلحة محليًا وتخزينها في مواقع محصنة.

خطة الحوثيين: "طوفان القدس"

في ظل هذا التصعيد، تراقب الاستخبارات الإسرائيلية ما وصفته بخطة حوثية لتدريب مقاتلين على تنفيذ عملية اجتياح بري واسع النطاق، مشابهة للهجوم الذي شنته حركة حماس في السابع من أكتوبر 2023 تحت اسم "عملية طوفان الأقصى"، حيث يشمل البرنامج تجنيد فصائل محلية وتدريبهم على أساليب التسلل الجماعي، وتؤكد التقييمات أن أي هجوم فعلي قد يتم عبر الأردن أو سوريا، مما يجبر إسرائيل على تكثيف عمليات جمع المعلومات الاستخباراتية وتشكيل فرق جديدة تركز على جبهة اليمن، مما يعكس مدى جدية التهديد الذي تمثله هذه الجماعة.